مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / عقد غير مكتوب

عقد غير مكتوب

(أحاول) الإصغاء لجسدي حين أصحوا مبكراً، (أحاول) أن أتسامح معه وان أسيطر على “هرمون السعادة” أو على الأقل محاولة تحفيزه بوسائل عدة بحيث يزيد من ثقتي بنفسي.

(أحاول) أن أبدأ يومي فيما يشبه الإستعداد للإقلاع بالطائرة، ثم يطلق جسدي إشارة “فك الحزام”، ويعطيني الأمان بالتصرف وبالتخطيط لما سأقوم به في ذات يومي حتى موعد نومي في المساء.

بين بكور الصباح وهدؤ المساء، (أحاول) أن أبني عقداً فيه كل بنود ما تحدث عنه علماء النفس .. أن لا أقلق وأن لا أعتب وأن أكون ضحوكاً لا مضكحاً حتى لو واجهت ما يكدر صفوي ويحرق اعصابي .. بنود صعبة التطبيق لكنني وقعت العقد.

كما يقولون العقد شريعة المتعاقدين، وفي هذه الحالة بيني وبين نفسي، وهو العقد الوحيد الذي مدته يوماً واحداً وقد ينتهي في لحظه أو ساعة.

هذا العقد الذي ارتضيته، عقد لا يوجد منه إلا نسخة واحدة وغير مكتوبة مثلما اشترطت نفسي .. يحق لأي طرف أن يتجرد منه لسبب أو بدون حتى لو كان مشروعاً، أو حين يتنصل الشاهد الوحيد وهو هرمون السعادة عن التخلي عن الافراز أو كان معطلاً. 

في ذاك اليوم الذي لا يوجد فيه عقداً صالحاً مكتمل الأركان،  (أحاول) أن أبقى وحيداً وأن أعتزل .. وهذا خير لي  وللناس لكي لا أزيد آلامي ولا آلام الناس بسبب أن “بطارية” هرمون السعادة أصبحت “فاضية” … الذي لا أرغبه أن يكون معطلاً بقية عمري.

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …