الشاعر المتمكن يصدح بحروف الكلام من صميم قلبه ليعبر عن معاناة يشعر بها، يزداد جمال الشعر عندما يتلاقى مع صوت رخيم صافي ينقل شاعرية الشاعر من حروف الى شجن يلهم الدمع و يسري في عروق الدم برعشة تجعل الإنسان الذواق أن يعيد ما سمعه تكراراً.
صالح الحوالي صوت ينقلك الى عالم قد ترى الحزن من حولك و ربما الى سوداوية عميقة لكنها واقعية، يتجاهل المستمع فيها سواد الدنيا في بعض الأحيان و لكنه لا ينكرها و يقرها في حنايا صدره المثقل بهموم الدنيا.
صالح الحوالي يبدع في إختياره الشعر المنتقى و يعلم أن صوته لا يكتمل إلا بما يختاره هو من الشعر، الكلمات و الأشعار كثيرة و لكن الصوت هو منصة العبور الى القلوب، و هذه قيمة صوت الحوالي الفريدة و التي جاءت بنعمة من الله سبحانه و تعالى و يهب من يعطيها القبول الكبير .. ما شاء الله تبارك الله.
في هذه “ السنين الماضيات “ .. صوت و أداء صالح الحوالي يعبر عن حال من أحوالنا و قد تكون كلها .. لا أعتقد بأن مفردة “ الشيلة “ وفية في هذا الأداء من الحوالي، هي أكبر من ذلك فهو نغم صوتي يطربك بلحن و صوت و مشاعر ، هو يبعث بنسائم الصوت الجميل في دواخل الوجدان بإصرار و بحكمة كلامية في مدة قصيرة لكنك تظل تستمع إليها طويلاً.