مواضيع منوعة
الرئيسية / علمتني الحياة / ميزان السنة في سراديب القلب ..

ميزان السنة في سراديب القلب ..

* الأيام تمضي من عمرنا و السنين نجمعها في عدد نحسبه في تضاريس وجوهنا .. قد ننسى السنة التي ولدنا فيها و نعود الى بطاقة هويتنا، نحسبها بتقاويم تختلف بالنقصان و الزيادة و بعضها يعطينا سنيناً إضافية لنشعر بسعادة مؤقتة، عند بداية السنة التالية ننسى ثم نعود نحسبها من جديد.

* اليوم و السنة و العقد هي بالمجمل زمن لا يعرف من نحن و لا أسماءنا و لا أعمارنا، يمحونا هذا الزمن من ذاكرته و لا تبقى إلا الصور إن بقيت،  نظن أننا سعداء في أنفسنا و أسعدنا غيرنا و لكن كل ذلك يذهب كخيط الدخان و يختفي. الملفت فقط أننا تركنا خلفنا ما يساعد على إستمرار الخير و الشر  بأشكال متطورة. القناعة التي قد تولدت بعد هذا العمر المقنن أنه ربما لو بدأ الإنسان منا فاسداً لكان الحال  أفضل مما كان عليه، هذا إن عرفنا توصيف الفساد لغة و شرعاً.

 * يترسخ لدى ذلك الإنسان  مع مرور الأيام أن الإنصاف في الحياة مفقود،  هو يقتنع ظناً بأن المتأزم هو غيره، يعتقد أن أنقى أيامه هو يوم ولادته،  ذلك اليوم المشهود الذي لا يعرف هو وقتها شيئاً ماذا و من سيقابل، هو يومه السعيد لغيره و رغم ذلك يحتفل به كل سنة و قد يمر وقتاً  لا يتذكره، و عندما يكبر و يكبر ..  يقتنع بأن العقود الأولى من عمره هي أحلى العهود، إن أصبح فقيراً تمنى الغنى أو الموت و إن أصبح غنياً يهرب بالخوف من المرض ومن الموت.

* يعيش ذلك الإنسان في دوامة  فإن كان له فرح فليس بالضرورة أن يفرح له من يعرفه و من لا يعرفه، الفرح عند الحاسد هو حزن  لما فرح به غيره، هو فرح في الوجه و حزن في النفس على كل ناجح أو مبدع،  كما أنه حزن في الوجه و فرح في النفس عن كل فشل لغيره لعل أن يخفف عنه معانته الدائمة.

* أصبح للفرح ولائم و للحزن كذلك، نفرح بولادة “ طفل “ و نقيم الأفراح الغير عادية و نذبح كبار الأنعام و حسب حجمها كأننا نتمنى أن يكون من كبار الفاسدين،   نقول عند مرور العمر المديد و الرزق المزيف أن الله قد فتح عليه فتحاً منيراً. 

* يبقى الدخول للحياة و الخروج منها فلسفة يبحث فيها الإنسان عن حقيقة، تنتهي القصة عند التخرج منها و فتح السيرة الذاتية في رزقه و ماله و سلوكه، يحصد الإنسان الصالح كسباً حلالاً يكتب في صفحة بيضاء مع قليل من الشوائب الغير مقلقة لغيره ،  لكن  الفاسد يبرز الأمر  معه كرياح عاتية لكل من عاشره.

 * المحصلة أن من خرج من باب الخروج ليس بالضرورة أنه دخل من باب الدخول، في الحياة هناك بابان و نافذة واحدة وجدت لتنفس الهواء مقفلة بشبك حديدي حماية من متسلل قد يسلب المقدرات، الكشف الحسابي يصدر  لاحقاً أن الإنسان أصبح هو الحرامي .. و بالأحرى الشبك له و ليس لغيره.

* يمضي الإنسان في مسيرة الحياة سنيناً و هي كتاب تختلف عدد فصوله و عدد صفحاته من إنسان الى آخر ، عنوان الكتاب لا يكتب إلا ما قبل الفصل الأخير إن كانت اليد تستطيع أن تحمل القلم، أما الفصل الأخير فيكتبه غيره ممن حضر النهاية، لكل كتاب مقدمة و لكن الختام مؤجل لحساب الخالق سبحانه و تعالى.   

* الحياة بعد أن يعرفها ذلك الإنسان هي مجموعة من الخدع والفرص،  يسمونها أياماً و عندما تصبح سنة تصبح مجموعة أكاذيب، المتغير هو الإنهزام في الجسد و تقوس الظهر من هول الأيام مع الشكر و الإمتنان لمن وقفوا أمام الإنسان في أن يكون أسداً فاسداً.

ومضات من مواقف الأيام :

أصعب المواقف أن تكون ( محباً غير محبوب).

بعض البشر ضعاف أمام حاجاتهم و أعمياء أمام رغباتهم.

الحقيقة تتبخر بين منافق و كاذب.

يمارس كثير من الناس خدع كثيرة و واضحة لضمائرهم كل يوم و مع ذلك يبتسمون.

القلب الحاقد لن تضيئه مصابيح الأرض.

خير لك أن تكون مجهولاً من أن تكون مكروهاً.

 الناس تقول لك : كل عام و أنت في صحة و عافية .. أما غيرها فلا يتمنونه لك. 

عن عثمان بن أحمد الشمراني

كاتب ومدون, يبحر في سماء الأنترنت للبحث عن الحكمة والمتعة.

شاهد أيضاً

صحف مطوية

في سنوات سابقة من حياتي كنت استمتع كغيري بنعمة قراءة الصحف والمجلات المطوية التي كانت …