إبن العم و الأخ الأكبر و عميد أسرة آل عثمان في بلاد حوالة المخضرم سعد الله بن عزيز بن عثمان آل عثمان حفظه الله، يعتبر من الجيل الأول الذي إنضم الى شركة الزيت العربية الأمريكية ( آرامكو السعودية حالياً ) ، له تجارب إستمرت مع الشركة منذ نشأتها و مروراً بمراحل تطورها، كان لـ“أبو عزيز “ لقاء مع جريدة عكاظ و في صفحة أسرار و تحدث فيه بعد تقاعده عام ١٩٩٦م عن رحلته العملية، رحلة يحق له أن يفتخر بها و أن تكون ملهمة لمن أراد أن يختار الصعب المميز، كانت أماكن ترحاله بين المدن و الدول عنواناً جميلاً لفهم الحياة، لم يكن ساكناً في مكان واحد و لم يتجمد على مكتب فضفاض و كرسي دوار بل كان متحضراً في لغاته التي أتقنها و في هيئته التي كانت تعكس مجاله الهندسي و المهني، عرف الثقافات بكل طبائعها في الملبس و في أسلوب التعايش مع مختلف الجنسيات المحترفة في عملها و في إنضباطها، زادته هذه الرحلة في الحياة يقيناً بأنه مختلف في أسلوبه و في تعامله، ليس مثل غيره من دخل الحياة العملية و خرج منها و لم يستفد أو يفيد و لم يبني شخصية تلهم الآخرين.
كان الترحال عند “ أبو عزيز “ مطلباً للرزق و للعلم و المعرفة، بدأها في ابقيق عندما لبس الزي الوطني و تصور برقمه الذي لا ينساه، جلس مع من إختاروا أن يكونوا نواة لجيل صناعة تكرير النفط السعودي الأول و الذين رعتهم شركة “ آرامكو “ حق الرعاية لأنهم يستحقونها، دربتهم شركتهم في أرقى المعاهد و الجامعات كل في تخصصه، إستمر “ أبو عزيز “ مع آرامكو و مع بترومين ثم آرامكو السعودية في خدمة القطاع النفطي في إنتاجه و صيانته و سلامته، أبتعث مراراً الى بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية لدورات و شهادات عليا متخصصة، كان الأخ سعد الله وفياً لشركته و وطنه فلم يبخل و لم يكتم ما تعلمه فقام بعدها بتدريب عدد كبير من موظفي السلامة و البئية و الإطفاء لأكثر من ثلاث عقود إضافة الى مسؤولية الإشراف و ترؤس الإدارة المختصة لهذا المجال.
الصور التالية بعض من ومضات تلك الرحلة .. قليلة لكنها كثيرة المعاني.